مدارسنا .. والعنف الطلابي

مدارسنا .. والعنف الطلابي

بقلم حامد سميح

إن المتتبع والمراقب عن كثب لما يحدث في مدارسنا في أيامنا هذه يجد أن ظاهرة العنف الطلابي آخذة بالتزايد بشكل خطير خاصة في مدارس الذكور، فلقد استفحل أمرها وازداد خطرها بشكل شبه يومي .
وهنا أريد أن أوجه مؤشر البوصلة إلى العنف الذي يتعلق بين الطالب والطالب مستثنياً العنف الموجه ضد المعلم الذي هو آخذ بالانتشار أيضاً.
حيث نشاهد يومياً الطلاب سواء على مستوى الفردي أو الجماعي العديد من المشادات اللفظية البذيئة والاعتداءات الجسدية والمشاجرات العنيفة التي قد تصل أحيانا الى استعمال الادوات الحادة والايذاء الخطير.
فالعنف الطلابي ظاهرة مخيفة تتولد داخل وخارج أسوار المدارس الأساسية والثانوية من مظاهرها تجمع (الشلل ) على أبواب المدارس وخاصة في نهاية الأسبوع ، وظاهرة التسرب والهروب من بين الحصص الآخذة بالتنامي الى مقاهي( النت) ومراكز الالعاب القريبة ..
مشاهد مؤلمة تلك التي تكون على أبواب المدارس في نهاية الدوام ، حيث أنك لا تمر بجانب مدرسة الا وتجد مشاجرة ما هنا أو تجمعات طلابية ثائرة هناك ،هذا يضرب وذاك يشتم وتراهم يجوبون الشوارع بشكل فوضوي ولا أخلاقي ،والكارثة في الأمر هنا أن الجيل الطلابي يمر بمرحلة من التمرد ، وعدم الانضباط بكل ما له علاقة بالقوانين ،وهذا يدق ناقوس الخطر بأن تنعكس هذه الظاهرة بما ستفرزه على مؤسسات التعليم العالي لاحقاً ومن ثم على المجتمع بشكل عام فمدارسنا امتداد لجيل الشاب الصاعد الذي تعقد عليه الآمال في بناء الوطن والنهوض به .

دراسات عديدة تعاملت مع الظاهرة لأنها تكاد تكون ظاهرة عالمية اجتاحت كل الدول، وأسبابها كثيرة من هذه الأسباب: المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية منها التقليد الأعمى لشخصية ( البطل الخارق ) لما يشاهد من أفلام رعب وعنف على القنوات الفضائية .. والاستعراض ومحاولة إثبات الوجود أمام الرفاق وضعف الوازع الديني ،ودور المدرسة السلبي في توجيه الطالب وعدم تفعيل الانشطة البدنية والتربوية والترفيهية بشكلها الصحيح ،أضف الى ذلك ضعف الرقابة الأسرية وعدم التواصل مع المدرسة.
ولا ننسى أن منشأ بذرة العنف لدى بعض الطلاب قد يكون أسرياً أصلاً من خلال المشاهد السلبية التي تنطبع في ذاكرة الطفل اثر العلاقات الوالدية المهينة من قبل الطرفين داخل البيت .
فالعنف لا يولد الا عنفاً ، حيث أنه يؤثر على تحصيل الطالب الأكاديمي .ويحجب التفكير الايجابي عنه ويولد عنده سلوكيات سلبية كالكذب والعصبية والسرقة وانحرافات عديدة لا حصر لها ..

لذا أترك للقارئ الكريم مشاركته عبر التعليقات .. ما هو دورنا؟؟؟ كأفراد وأسر ومؤسسات رسمية وشعبية وجهات إعلامية ورقابية لمحاربة ظاهرة العنف الطلابي في مدارسنا وتجفيف منابعها , واقتراحات عملية وحلول وبدائل لنشر المبادئ الدينية والأخلاقية والتربوية كالحوار والتسامح والمحبة وضبط النفس والتوعية، لمحاصرة هذا الخطر المحدق بالجيل القادم حتى نصل معا الى برالامان واحترام الإنسان للإنسان قبل فوات الأوان