معاً نحو بيئة مدرسية أمنة

تداول كثير من الناس موضوع البيئة المدرسية الآمنة ، وأبدى عدد منهم استغرابا عن الكيفية التي يتم من خلالها توفير تلك البيئة للطلبة ، من هنا ، جاءت أهمية تطبيق الحملة في عدد من المدارس ؛ لتعريف المعلمين والطلبة بأهداف المشروع الذي يتبنى تطبيق قواعد السلوك ؛ لتنظيم العلاقة بين عناصر تلك البيئة .
لتطبيق هذه الحملة ، أجريتُ عدة فعاليات ، منها : مقابلات ثنائية مع عدد من المعلمين تم خلالها تعريف المعلمين بأهداف الحملة ، ومن ثم التباحث والمناقشة معهم بكل صراحة في كيفية توفير بيئة آمنة للطالب في المدرسة ، وخلال المناقشة والحوار أبدى المعلمون تفهمهم للموضوع ، وان الحاجة ماسّة لتوفير بيئة آمنة للطالب في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية والتقدم العلمي المتسارع يتوفر له فيها الجو المناسب لتلقي العلم ، كما أفاد عدد منهم ضرورة استبدال العقاب البدني والتهديد لحل المشاكل في العملية التعليمية بأسلوب حضاري ، يعتمد على المناقشة والحوار المتبادل والوقوف على المشكلة وحلها
كما قمت بزيارة عدد من المعلمين أثناء الحصص ، ومن خلال المناقشة المتبادلة بين المعلم والطلبة ، مع إثراء المناقشة أحيانا ببعض التداخلات ، تمكنّا من الوصول بالطالب إلى المعنى المطلوب للبيئة الآمنة ، حيث بيّن عدد منهم أن ذالك يتحقق من خلال معرفة كل طرف واجباته التي يجب عليه القيام بها بعزيمة واستمرار دون كلل وملل ، ومعرفة حقوقه وبذل ما يستطيع للحصول عليها بالطرق المشروعة .
وقد لمستُ عند عدد من الطلبة تقبلهم لطريقة الحوار والمناقشة في حل المشاكل بعيدا عن العنف ، وذكروا وجود نماذج تتبنى هذا الأسلوب الحضاري ، والذي ساهم في غرس حب المدرسة والدراسة عند بعضهم بشكل أفضل من السابق ، ونمّى في نفوسهم دافعية وحماساً نحو التعلّم ، كانوا يفتقدونه .