مضار العقاب على شخصية الطفل.

إن الحديث عن العقاب حديث شائك، فهو يصلح للنقاش من خلال أكثر من اجتماع بين المدرسة وأولياء الأمور لمعرفة وجهات النظر المختلفة تجاه هذا الموضوع.
ولأهمية هذا الموضوع فإن هناك مجموعة من النتائج السلبية للعقاب التي يمكن أن تؤثر سلبياً على شخصية الطفل، ومن بين هذه النتائج:-
1- إن نتائج العقاب آنية أي أنها تزول بزوال المسبب، فعندما نعتمد على العقاب فإننا نستطيع السيطرة على السلوك السيئ ولكن بشكل مؤقت والأعراض المصاحبة للسلوك الخاطئ سوف تنتقل للمرحلة القادمة أو السنة القادمة أو لمجتمع جديد بمشاكله نفسها التي لم تحل، وأقل استعداداً بأن يصبح مواطن صالح في العالم المحيط به.

2- العقاب يعطي للطالب فرصة للاغترار بنفسه، فمثلاً في بعض الأحيان قد يصل المعلم إلى مرحلة يقول له فيها الطالب:- (ها.... إن هذا لا يؤلم) أو (لا أحس بأي ألم)، وهذا سيؤدي إلى البحث عن عقاب أشد ألماً، ومعنى هذا أنًّ الطفل أصبح هو المسيطر الأول.

3- العقاب ينفع المجال أمام الطفل لعقد صفقات حاصلة مع المعلم، فالطفل يكون أمامه عدة اختيارات، إما أن يسلك السلوك الحسن، أو أنًّ يجازف بتحمل العقاب ويسلك السلوك السيء، وهذا مخالف لما نهدف له من تربية وتعليم للأطفال، فنحن نهدف إلى تأسيس السلوك المهذب وليس فتح المجال للسلوك السيئ مع تحمل الآلام لفترة قصيرة.

4- العقاب البدني والنفسي يهدد الشعور بالأمن والشعور والودي ويزعزع العلاقة بين الطالب والمدرس وبالتالي فإن هذه العصا التي يستخدمها هذا المدرس في ضرب الطالب سوف تشكل حاجزاً أمام الطلاب يمنعه من الاستفادة وهذه من أخطار نتائج العقاب لأن الهدف الأساسي من وجود المدرس هو تقديم المادة الغذائية للعقل وليس جعل هذا العقل فارغاً.

مع تحيات المرشد التربوي : عمار الهنيني